القوات البريطانية تسلم الملف الأمني للعراقيين وتتمركز في قاعدة على مشارف البصرة (الفرنسية-أرشيف)
تسلم القوات البريطانية في البصرة رسميا اليوم كامل الملف الأمني في المحافظة للجانب العراقي. وتعد البصرة آخر أربع محافظات جنوبية عراقية كانت رسميا تحت السيطرة البريطانية وسلمت إلى القوات العراقية.
وأكد قائد عسكري عراقي أن مراسم تسليم الملف الأمني للقوات العراقية في البصرة ستجري اليوم.
وقال الفريق موحان الفريجي في تصريح صحفي إن القوات العراقية تتولى منذ أكثر من عام إدارة شؤون الأمن دون الاستعانة بالقوات البريطانية.
وأشار إلى أن الفرقة 14 من الجيش العراقي المجهزة بالمعدات الثقيلة تمركزت في المدينة الشهر الماضي، إضافة إلى 16 ألفا من الشرطة، يساندها تسعة آلاف منتسب من قوات الحدود والقوات البحرية.
وسبق للقوات البريطانية أن سلمت في الأشهر الماضية ثلاثة مواقع لها في مدينة البصرة للقوات العراقية في مناطق الساعي وفندق شط العرب والزبير، وكانت القوات البريطانية قد سحبت آخر خمسمئة جندي متمركز داخل مدينة البصرة في سبتمبر/أيلول الماضي.
ويتمركز حاليا خمسة آلاف جندي بريطاني في قاعدة رئيسية شمال البصرة وسط توقعات بسحب بريطانيا نصفهم في العام القادم.
ويثير تسليم بريطانيا ملف البصرة الأمني للعراقيين الخوف من اندلاع صراع بين قوى شيعية محلية بارزة، خصوصا وأن التيار الصدري أعرب صراحة عن تخوفه من أن تشهد المرحلة القادمة إنشاء مجالس للصحوات، تستهدف بالدرجة الأساس مليشيا جيش المهدي.
ويأتي تسليم الملف الأمني في البصرة للعراقيين، في حين أعلن رئيس الوزراء البولندي الجديد دونالد توسك عن عزمه سحب قوات بلاده المتمركزة في الديوانية جنوب العراق بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2008.
وقال توسك إنه سيزور الجنود البولنديين في العراق وقوامهم تسعمئة عسكري قبل أعياد الميلاد لإبلاغهم بانتهاء المهمة.
حصاد العنف
وتتزامن هذه التطورات مع استمرار الهجمات والتفجيرات في العراق وحصدها مزيدا من القتلى والجرحى، مستهدفة بالأخص قوات مجالس الصحوة في بغداد والموصل والتي تشكلت لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة.
وقالت مصادر الشرطة إن شخصين قتلا وأصيب عشرة آخرون من عناصر صحوة منطقة الأعظمية شمالي بغداد بانفجار عبوة ناسفة. بينما هاجم مسلحون دورية أخرى لقوات الصحوة في منطقة شمالية فقتلوا أحد أفرادها وأصابوا أربعة آخرين.
كما لقي شخصان آخران مصرعهما وأصيب 11 بينهم ثلاثة من الشرطة في انفجار مزدوج لعبوتين ناسفتين في منطقة بغداد الجديدة شرقي العاصمة.
وفي الموصل قتل أحد عناصر الصحوة وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجوم مسلح غربي المدينة وفق مصادر أمنية.
وأصبحت القوات الأميركية تعتمد مؤخرا بدرجة متزايدة على دوريات مجالس الصحوة لاستعادة الأمن في المناطق التي تشهد موجات عنف.
كما تشن من حين إلى آخر عمليات ضد المسلحين في محاولة للقضاء عليهم، وفي أحدث هذه العمليات بدأت قوات أميركية وعراقية هجوما أمس السبت في محافظة بابل جنوب بغداد.
وقال الجيش الأميركي في بيان له إن العملية تتركز على إخراج عناصر القاعدة ومهربي الأسلحة العاملين بالقرب من بلدة الإسكندرية جنوب العاصمة العراقية